مركز التعلم

سلسلة التسويق المحلي

الجزء 2: كيفية التسويق للعيادات والمراكز الطبية – سلسلة التسويق المحلي

مركز التعلم

سلسلة التسويق المحلي

هذا القال هو الجزء 2 من 2 أجزاء في السلسلة سلسلة التسويق المحلي

اعتماد التسويق بأنواعه المختلفة من طرف مقدمي خدمات الصحة كالعيادات، والمراكز الطبية أمر يزداد أهمية يوما بعد يوم. واليوم مع الأداء المتميز للأنشطة التسويقية، خصوصا تلك التي تتم عبر شبكة الإنترنت بكل مكوناتها بما في ذلك محركات البحث والشبكات الاجتماعية، أصبحنا نرى بعض الأطباء، والعيادات يظهرون مباشرة تحت الأضواء بينما البعض الآخر مفتقد لذلك الظهور، ومتضرر إلى حد ما من شدة المنافسة.

 

على أي حال، كتابتي لهذا المقال ليست بغرض شرح مدى سوء الوضع بالنسبة لبعض مقدمي خدمات الصحة لأنهم بالفعل يعلمون أنه كذلك، وأن المواكبة شيء يفرض نفسه في كل المجالات. وتجنب ذلك في نشاط مهم كالتسويق يمكن أن يؤدي إلى تدهور، أو في بعض الأحيان انهيار أي مشروع تجاري كيفما كان نوعه أو مجاله.

 

في الأسطر التالية أستعرض عليكم ثلاث خطوات أساسية يمكن اتباعها، واعتمادها كدليل إرشادي لممارسة التسويق الرقمي بالشكل الصحيح والفعال. كل خطوة تحتوي على مجموعة من الممارسات والأنشطة التسويقية التي تم انتقائها لدورها الأساسي، ولتناسبها مع نموذج عمل المشاريع التجارية في مجال الخدمات الصحية.

باتباع الخطوات التالية سيكون بإمكانك التعرف على كيفية التسويق للعيادات والمراكز الطبية بكل تخصصتها بما في ذلك، بناء تواجد رقمي قوي لعيادتك أو مركزك الطبي وترويج خدماتك بهدف اجتذاب وكسب المزيد من المرضى كعملاء والتميز في النطاق الجغرافي الذي تشمله خدماتك والمنافسة بقوة في مجال الصحة.

قبل البدء، أود أن أوضح بأن الممارسات التالية ليست كلها ضرورية، وملحة لتحقيق أهداف مشروعك التسويقية. بل يمكن تحديد، وممارسة البعض منها فقط. أما ممارستها كلها بالشكل الصحيح أمر لا ينطوي على أي ضرر بل على العكس سيجعل جهودك أكبر من جهود منافسيك، وبالتالي زيادة نسبة استحواذك على المزيد من العملاء المحتملين.

 

 

الخطوة الأولى: بناء وتعزيز التواجد الرقمي

بناء التواجد الرقمي لعيادتك أمر أساسي يجب البدء به ببساطة لأنه لا يوجد تسويق رقمي بدون تواجد رقمي، ومحاولة ممارسة التسويق الإلكتروني دون التوفر على تواجد رقمي أشبه بمحاولة تقديم الخدمات الطبية دون التوفر على عيادة أصلا.

قد يكون هذا أمرا معروفا لدى البعض لأنه بديهي، لكن ما أود أن أوضحه هو كيفية بناء تواجد رقمي قوي بطريقة صحيحة وسليمة تجنبك تضييع الوقت في ممارسات لا تنطوي على أي أهمية.

 

بناء موقع إلكتروني متجاوب وعملي

 

التوفر على موقع إلكتروني قبل ممارسة التسويق الإلكتروني هو أمر في غاية الأهمية، ويمكنك التفكير في الموقع على أنه مكتبك أو عيادتك في العالم الرقمي. هناك يمكنك استقبال، واستضافة المرضى الحاليين والسابقين والمحتملين. 

قد يكتفي البعض بامتلاك صفحة على فيسبوك أو إحدى الشبكات الاجتماعية الأخرى لكن، هذا ليس بأمر جيد. خصوصا على الأمد البعيد، وتوجد أسباب كثيرة ومتعددة تؤكد ذلك.

أشرت في العنوان إلى شيئين في غاية الأهمية وهما “متجاوب” و “عملي”، وعبارة متجاوب (Responsive). لمن لا يعرفون معنى هذا فإنه يشير إلى المواقع التي يتجاوب تصميمها مع الشاشات من كل الأحجام. أو على الأقل مع الأحجام الشائعة (الحاسوب، التابلت، الهاتف).

هذا الأمر بالرغم مما قد يبدو عليه، فإنه في غاية الأهمية خصوصا مع النمو السريع لمستخدمي الهواتف الذكية ومتصفحي شبكة الإنترنت من خلالها. حيث أن الشخص في يومنا هذا يقضي معظم وقته أمام الهاتف. كما أن الهاتف محمول، ويكون معه طيلة يومه تقريبا. وهو ملجأه الأول عندما يقرر البحث عن شيء ما أو شخص ما. على سبيل المثال لنقل، طبيب أسنان.

 

هنا يأتي دور الموقع المتجاوب، حيث أن طريقة ظهوره لمستخدم الهاتف الذكي تتناسب مع حجم شاشة هاتفه. ونفس الأمر لمستخدم اللابتوب. ودور هذا التصميم المتجاوب بالنسبة للمسوق هو تقديم تجربة مستخدم مرضية للزائر، وتجنب فقدان العملاء المحتملين بسبب سوء مظهر موقعك، أو بسبب عدم تجاوبه مع الشاشات الصغيرة.

 

غالبا عندما أقترح على أحد عملائنا في وكالة تسيير ضرورة امتلاك موقع متجاوب، وأوضح له الأسباب وراء أهميته يقول “بما أن الأمر بهذه الأهمية، لماذا لا نبني تطبيقا للهواتف؟” هنا غالبا لا أوافقه الرأي لأنه ببساطة بغض النظر على أن تطبيقات الهواتف مكلفة أكثر من المواقع وأداء المواقع في مثل هذه الحالات غالبا ما يكون أحسن من أداء التطبيقات، فإن أغلب العيادات تحتاج إلى موقع إلكتروني أكثر مما هي بحاجة إلى تطبيق للهواتف، وعندما يقوم شخص ما في مدينتك بإجراء بحث على جوجل يبحث فيه عن طبيب أمراض جلدية قريب فإنه، يوجد احتمال كبير جدا ألا يظهر له تطبيقك ضمن نتائج البحث بينما يوجد احتمال كبير جدا بأن يظهر له موقعك هناك خصوصا إذا تم بنائه بالطريقة الصحيحة، وتم تحسينه للظهور في نتائج البحث. وسأتحدث عن موضوع التحسين هذا بعد قليل.

 

هنالك أيضا عدة أسباب تفرض عليك امتلاك موقع متجاوب، أغلبها مرتبط بتحسين الظهور في محركات البحث التي قد تكون مصدر عملائك الأساسي. لا أريد الخوض في كل تلك الأسباب وتفاصيلها لأن هذا المقال سيصبح بطول كتاب وأنا متأكد أنك لا تريد ذلك. 

 

بالنسبة لكلمة “عملي” التي أشرت إليها في العنوان كذلك، فأقصد بها ببساطة أن يكون الموقع عمليا وليس مجرد صفحة رقمية جامدة. بمعنى أن يكون مبنيا بأدوات، ومزايا تساعدك على إدارة مشروعك في العالم الرقمي وليس مجرد نافذة رقمية تحتوي على بعض صور الإنترنت والعناوين التسويقية الشائعة. ومن بين تلك الخصائص والأدوات أذكر:

  • إمكانية حجز المواعيد
  • إيجاد أجوبة لبعض الأسئلة الشائعة
  • إيجاد المعلومات الأساسية حول العيادة (معلومات حول التخصصات، معلومات الاتصال، الموقع الجغرافي للعيادة…)
  • إمكانية التواصل (كتابيا) مع الدعم أو مكتب الاستقبال

 

سبب تأكيدي على هذا الأمر (أن يكون الموقع عمليا)، هو أنني أرى العديد من مواقع العيادات وأتفاجأ بأنها ليست سوى صفحات رقمية قديمة، ومهجورة بمعلومات خاطئة نسي مدير الموقع أن يقوم بتحديثها منذ حوالي 5 سنوات.

 

إعداد ملف نشاطي التجاري على جوجل وتحسينه

ملف “نشاطي التجاري على جوجل (Google My Business)” أو المعروف أيضا باختصار “GMB”. لمن لا يعرفونه، هو ذلك الملف الذي يظهر في جانب صفحة نتائج البحث والذي يحتوي على معلومات مفصلة حول المشروع التجاري الذي تم البحث عنه.

 

صورة مثال ملف نشاطي التجاري على جوجل لعيادة طب الأسنان
مثال ملف نشاطي التجاري على جوجل لعيادة طب الأسنان

 

يظهر هذا الملف أيضا في خرائط جوجل (سواء في الويب أو في التطبيق)، فمثلا عندما تتصفح خريطة مدينتك ستجد فيها تقريبا كل المشاريع التجارية الموجودة في الموقع الجغرافي الذي تتصفحه، وإذا كانت عيادتك متواجدة في ذلك المكان، وكان لديك ملف GMB خاص بعيادتك فإنك ستراها على الخريطة. وعند الضغط للاطلاع على تفاصيل المشروع سترى كل المعلومات التي قمت بإضافتها إلى الملف خلال إعداده بما في ذلك:

  • اسم المشروع
  • الفئة أو التخصص
  • العنوان
  • رقم الهاتف
  • رابط الموقع الإلكتروني (إذا كان متوفرا)

 

يتوجب عليك العمل على إعداد ملف GMB خاص بعيادتك، والعمل على تحسينه باستمرار لضمان الظهور ضمن نتائج عمليات البحث المحلية. وعمليات البحث المحلية هي تلك التي يقوم بها أشخاص متواجدون في النطاق الجغرافي لمشروعك (مثلا مدينتك)، أو للأشخاص الذين يبحثون باستخدام اسم مدينتك أو مكان تواجد مشروعك.

 

على سبيل المثال، لنقل أنك طبيب أسنان متواجد في مدينة الرباط، ولديك ملف GMB تم إعداده بالطريقة الصحيحة وتم تحسينه للظهور في نتائج البحث المحلية. وأنا شخص عادي متواجد في مدينة الرباط، واليوم استيقظت على ألم في الأسنان، وقمت بإجراء بحث على جوجل بالكلمات التالية “طبيب أسنان قريب مني”، هنا جوجل ذكي كفاية ليفهم أنني متواجد بالرباط وأبحث عن طبيب أسنان قريب مني. وأيضا جوجل يعرف بأنك طبيب أسنان قريب مني بفضل المعلومات المتاحة في ملف GMB الخاص بعيادتك. في هذه الحالة جوجل ببساطة سيظهر لي ملف GMB الخاص بعيادتك.

 

صورة مثال البحث عن طبيب عيون في الرياض
صورة مثال البحث عن طبيب عيون في الرياض

 

 

وكمثال آخر، لنقل أنني متواجد في مدينة طنجة وبعد يومين سأسافر إلى مدينة الرياض لقضاء أسبوع هناك. وحسب علمي في مدينة الرياض يوجد أفضل أطباء أمراض العيون. وأريد إجراء فحص لعين كانت تزعجني لبعض الوقت. ببساطة وبينما أنا أنتظر موعد الطائرة في مطار طنجة أقوم ببحث بالكلمات التالية “أطباء عيون في الرياض”، جوجل سيفهم تماما قصدي وسيظهر لي ملفات GMB لعيادات أمراض العيون المتواجدة في مدينة الرياض حتى لو أنني غير متواجد هناك في الوقت الحالي. وإذا كان ملف عيادتك المتواجدة هناك، والمتخصصة في أمراض العيون جاهزا ومحسنا فإنه سيظهر ضمن أو في أعلى قائمة نتائج البحث.

 

مثل عمليات البحث ذات القصد المحلي هذه، تجرى يوميا من قبل الملايين من الأشخاص في كل منطقة. وأغلب المشاريع المحلية (التي تقدم خدماتها على نطاق جغرافي محدد) يجب أن تتأكد من امتلاك ملف خاص بها على جوجل، وتحسينه باستمرار ليبقى متصدرا لنتائج البحث، والتي غالبا ما تكون مليئة بملفات GMB الخاصة بالمنافسين القريبين.

 

التواجد على الشبكات الاجتماعية

مصدر الصورة: Freepik.com

 

أغلب العيادات اليوم صارت تمتلك تواجدا على الشبكات الاجتماعية مثل فيسبوك، تويتر، إنستقرام وغيرها. وهذا أمر جيد لأن نسبة كبيرة من الناس متواجدون هناك على تلك المنصات الرقمية ولا تريد أن تكون غائبا حيث عملائك، وعملائك المحتملين متواجدون ويقضون معظم أوقاتهم. لأنه ببساطة، وبينما أنت غائبك، منافسك المتواجد هناك سيعمل على إقناعهم بأنه أفضل منك لينتهي بهم المطاف كعملائه، بينما أنت تتساءل أين اختفى الجميع؟ 

فكرة التسويق عبر الشبكات الاجتماعية مهمة، ودور امتلاك صفحات خاصة بعيادتك على مختلف الشبكات الاجتماعية أساسي وعنصر لا يمكن الاستغناء عنه عند التحدث عن التسويق الرقمي أو التسويق بشكل عام.

لهذا يتوجب عليك التأكد من بناء تواجدك على تلك المنصات الرقمية، واعتمادها كجسر تواصل بينك وبين عملائك وعملائك المحتملين. وكذلك كأداة تسويقية تمكنك من جذب انتباه العملاء المحتملين بتعريفهم على خدماتك المقدمة، وما يميزك عن المنافسة.

 

قد يبدوا هذا النشاط بسيطا إلى حد ما، لكن حقيقة الأمر تأتي عكس ذلك. فالتسويق عبر الشبكات الاجتماعية أمر يدعي الكل بأنه يقوم به بينما نسبة كبيرة من الممارسين يقومون به بطريقة خاطئة. لأن التسويق عبر الشبكات الاجتماعية يتطلب أكثر من إنشاء صفحة ونشر بعض المنشورات العشوائية.

 

هنا في تسيير أغلب عملائنا يعتمدون على التسويق عبر الشبكات الاجتماعية بنسبة كبيرة، ومنهم من يعتمدونه كنشاط تسويقي أساسي وكمصدر رئيسي للعملاء الجدد. ونحن بدورنا لدينا استراتيجيات خاصة توصلنا إليها كنتيجة لممارسة دامت لسنوات في هذا المجال. وخلال تلك السنوات شهدنا على شركات تتصدر المنافسة بفضل ممارستها للتسويق عبر الشبكات الاجتماعية، وأخرى تضيع الوقت في ممارسات خاطئة، وغير مجدية.

 

عملية التسويق عبر الشبكات الاجتماعية ببساطة تتطلب ثلاثة أشياء:

  • التخطيط الاستراتيجي للممارسات التسويقية
  • الممارسة الصحيحة والفعالة
  • الاستمرارية

 

بتوفر هذه الشروط الثلاثة يمكن لأي شركة ليس فقط في مجال الخدمات الصحية، بل في كل المجالات، أن تقدم خدمة جيدة لزبائنها وأن تنافس بقوة لتحقق التوسع باعتماد أحد أهم أساليب التسويق الحديث وهو التسويق عبر الشبكات الاجتماعية.

 

الخطوة الثانية: نشر الوعي بالاسم التجاري واجتذاب العملاء المحتملين


بعد بناء تواجد رقمي قوي لعيادتك الطبية، باتباع الأساليب المشار إليها في الخطوة الأولى. سيتوجب عليك القيام ببعض الممارسات التسويقية المحضة لترويج اسمك التجاري، اسم عيادتك، اسم مركزك الطبي، أو حتى إسمك كطبيب مختص إلى جمهور مستهدف، يتكون من المرضى/العملاء المحتملين المتواجدين في النطاق الجغرافي الذي تشمله خدمتك.

 

تختلف الممارسات التي تتم من أجل ترويج الأسماء التجارية والخدمات أو المنتجات المقدمة من مجال إلى آخر، وهذه خلاصة الطرق الأكثر فعالية لتسويق مشاريع الخدمات الصحية.

 

التحسين للظهور في نتائج البحث المحلي

عملية التحسين للظهور في نتائج البحث المعروفة بالسيو (SEO)، وهذا اختصار لعبارة (Search Engine Optimization). هي نشاط تسويقي رقمي يتم بطرق متعددة تنطوي على الكثير من التعقيدات، والهدف منها هو تحسين موقع إلكتروني معين للظهور ضمن نتائج البحث ذات الصلة وتصدرها. 

توجد عدة ممارسات تندرج تحت مظلة السيو، وفي حقيقة الأمر لا يتم تحسين المواقع لوحدها من أجل الظهور في نتائج البحث بل إن الأمر يشمل أشياء أخرى مثل ملفات GMB التي تم ذكرها من قبل، وتطبيقات الهواتف، والمتاجر الإلكترونية وحسابات الشبكات الاجتماعية… عملية التحسين بنفسها تشمل مجموعة واسعة جدا من الممارسات التي يقوم بها المسوقون وخبراء السيو من أجل مساعدة الشركات، والمشاريع التجارية على الظهور ضمن نتائج البحث وتصدرها.

الممارسة الصحيحة والفعالة للسيو في الكثير من الأحيان تكون مكلفة جدا، لكن عائدها خصوصا على الأمد البعيد جيد كفاية لإقناع الشركات الكبرى على صرف ميزانيات ضخمة على هذا النشاط التسويقي. وهذا الأمر نفسه يجعل ممارسة السيو من طرف المشاريع والشركات الصغيرة والمتوسطة تحديا صعبا، وفرصة مميزة إذا ما تم اعتماده والتمكن من الاستفادة منه.

توجد العديد من شركات التسويق، والوكالات المتخصصة في تقديم خدمة السيو لوحدها. ونسبة كبيرة منها لا تمارس النشاط بالطرق الصحيحة بل، إن هناك بعض الوكالات التي تمارسه بالطرق الملتوية والمحظورة من طرف شركات محركات البحث مثل جوجل.

تلك الطرق قد تأتي بنتائج أولية أو على الأقل بإحصائيات مفرحة. لكن الفرحة لن تدوم لأن الإجراءات التي تتخذها محركات البحث عندما تستكشف أنك قد مارست إحدى الطرق المضللة لتصدر نتائج البحث صارمة للغاية. وأقصد بالصرامة أنها قد تعاقب موقعك الذي كان بالأمس يتصدر نتائج البحث ويحصد الآلاف من الزيارات كل يوم، بمنعه من الظهور نهائيا في محرك البحث الخاص بهم.

 

في الجانب الآخر توجد الممارسات الصحيحة للسيو، والتي قد تكلفك الآلاف من الدولارات لكي تتمكن من تسلق نتائج البحث والمنافسة على تصدرها. ببساطة في مقدمتها ستجد الشركات الكبرى التي تنفق أضعاف ما قد تنفقه للبقاء في أعلى صفحة نتائج البحث.

سبب توضيحي لهذا الأمر، بالرغم من سلبيته، هو لتفنيد بعض الادعاءات التي ستجدها أثناء بحثك عن كيفية التحسين للظهور في نتائج البحث. والتي سيسعى أصحابها (بهدف ما) إلى إقناعك بأنها عملية سهلة، ولا تتطلب أي مجهود. ولكيلا تصطدم بالأمر الواقع بعد تضييع ميزانيتك ووقتك في الممارسات الخاطئة والتي لا تجدي نفعا.

 

الشيء الإيجابي على العموم أو الخبر المفرح بخصوص موضوع السيو هذا هو أنك لا تحتاج إلى السيو، فأنت كصاحب عيادة أو مركز طبي لا تحتاج سوى إلى السيو المحلي (Local SEO). والفرق بينه وبين السيو الذي شرحته قبل قليل كبير بعض الشيء، فالسيو المحلي يخص التحسين للظهور في نتائج البحث ذات القصد المحلي.

وهذا كل ما يحتاجه أصحاب المشاريع المحلية للظهور في وتصدر نتائج البحث ذات الصلة. بالرغم من أن السيو المحلي ليس بالأمر السهل لكن يمكن وصفه بأنه أسهل من السيو العام. ففي هذه الحالة أنت لا تتنافس مع شركات عالمية، بميزانيات خيالية بل تتنافس فقط مع منافسين أصغر منك أو في حجمك أو أكبر منك بقليل. وهم تلك العيادات، والمراكز الطبية التي توفر نفس الخدمات التي توفرها في نفس النطاق الجغرافية (نفس المنطقة، نفس المدينة، نفس الدولة…).

 

للقيام بالتحسين للظهور في نتائج البحث المحلي سيتوجب عليك الاعتناء جيدا بملف GMB الخاص بعيادتك لأنه في الكثير من الأحيان، وبالنسبة للكثير من أصحاب المشاريع المحلية هو المصدر الأول والأساسي للعملاء المحتملين الذين يأتون من محركات البحث. وبمحركات البحث أقصد جوجل لأنه الأكثر شيوعا، وتوجد محركات بحث أخرى مثل Bing وYahoo و Yandex… لكن التركيز خصوصا إذا كنت متواجدا في المنطقة العربية يجب أن يكون على محرك البحث جوجل (Google).

 

بعد تحسين ملف GMB يتوجب عليك تجهيز موقعك ليتناسب مع متطلبات محركات البحث، والعمل على تحسينه باستمرار. وبالممارسة الصحيحة، والصحية ستتمكن من تسلق نتائج البحث المحلي ذات الصلة، ومع مرور الوقت ستتمكن من تصدرها وسترى كيف أن العائد من ذلك بالفعل يستحق الممارسة والاستثمار.

 

اعتماد اعلانات جوجل المدفوعة

قد لا يكون السيو كافيا في بعض الأحيان، خصوصا في حالات اشتداد المنافسة. وليس أمرا مضمونا أن تتصدر كل نتائج البحث مهما قمت بالتحسين لذلك، ويبقى الأمر راجعا بنسبة كبيرة إلى خوارزمية نظام محرك البحث والتغييرات المتعددة التي يتم إجرائها عليها (الخوارزمية) مع مرور الوقت.

 لكن بالرغم من هذا، توجد طريقة أخرى يمكن لأصحاب العيادات، وأصحاب المشاريع المحلية بشكل عام اعتمادها من أجل تصدر نتائج البحث دون الحديث عن السيو والتحسينات. والأمر هنا يتعلق ب إعلانات جوجل (Google Ads). وبالخصوص إعلانات البحث (Search ads)، ولمن لا يعرفونها فهي نوع من الإعلانات المدفوعة التي يتم إنشائها على شبكة جوجل الإعلانية باستهداف مستخدمي محرك البحث جوجل، وبالخصوص المستخدمين المتواجدين في منطقة جغرافية محددة، والذين استعملوا كلمات أو عبارات معينة خلال إجرائهم للبحث.

 

صورة مثال إعلانات جوجل المدفوعة لعيادات التجميل في دبي
صورة مثال إعلانات جوجل المدفوعة (Google Ads) لعيادات التجميل في دبي

 

 

ببساطة أنت تدفع لشركة جوجل مبلغا محددا من أجل إظهار موقعك في أعلى نتائج البحث ذات الصلة بحيث تقوم بإنشاء الإعلان وتستهدف كلمات دلالية وعبارات بحث معينة. 

 

على سبيل المثال لنقل أنك تمتلك عيادة تجميل في مدينة دبي وتود استهداف الأشخاص المتواجدين بالمدينة والذين يبحثون عن عيادة تجميل.

ببساطة تقوم بإنشاء إعلان يستهدف الأشخاص المتواجدين بمدينة دبي والذين يبحثون عن كلمات وعبارات من هذا القبيل:

  • عيادة تجميل في دبي
  • جراحة تجميلية 
  • عيادة جراحات تجميلية
  • مركز تجميل طبي في دبي

 

إلى غير ذلك من عبارات البحث التي يحتمل أن يستخدمها العميل المحتمل، وعند إطلاق الحملة يبدأ إعلانك بالظهور للمستخدمين الذين يبحثون عن عيادة تجميل في دبي. وتدفع لجوجل مبلغا معينا لقاء كل نقرة على إعلانك، ويتم بهذا إرسال العميل المحتمل إلى الموقع الإلكتروني لعيادتك حيث يتم تزويده بالمزيد من المعلومات عنها والعمل على تحقيق الهدف الأخير وهو تحويل العميل المحتمل إلى عميل.

 

بالطبع، الأمر ليس بهذه البساطة من ناحية الممارسة. فأنا أبسط فقط الفكرة وراء كيفية اشتغال إعلانات جوجل. أما من ناحية الممارسة فالأمر ينطوي على الكثير من التعقيدات، ويصعب على غير الممارسين للتسويق اعتماد إعلانات جوجل بالرغم من أنها متاحة للعموم.

 

لكن من الناحية النظرية، وكفكرة عامة فإن اعلانات جوجل يمكن أن تكون مصدرا أساسيا ومهما للزبائن لأي مشروع تجاري. مع الممارسة الصحيحة، والتحسين المستمر يمكن الاستحواذ على نسبة كبيرة من العملاء المحتملين المتواجدين في منطقة خدمتك، وتحويلهم إلى عملاء دون الحاجة إلى انتظار تصدر موقعك لنتائج البحث الطبيعية (Organic search results) باعتماد السيو.

 

اعتماد إعلانات الشبكات الاجتماعية المدفوعة

الإعلانات المدفوعة على شبكات التواصل الاجتماعي هي أيضا وسيلة سريعة لتحقيق الانتشار، والوصول إلى الشريحة المستهدفة من العملاء المحتملين. وإن لم تكن لديك أي فكرة حول هذا النوع من الاعلانات فهي ببساطة، إعلانات تقوم بإنشائها على إحدى الشبكات الاجتماعية (فيسبوك، تويتر، لينكدإن، سنابشات…) وتقوم بتمويلها لتصل إلى عدد محدد من الأشخاص.

 

 

 

تختلف إعلانات الشبكات الاجتماعية بشكل كبير عن إعلانات جوجل، وقد تتساءل عن ما يجب أن تدفعه أو المبلغ المطلوب لكي تقوم بعمل إعلانات مدفوعة سواء على جوجل أو على إحدى الشبكات الاجتماعية مثل فيسبوك، وبهذا الخصوص فإنه لا يوجد مبلغ محدد بل إن الأنظمة وراء أغلب المنصات التسويقية الرقمية تشتغل بنظام المزايدة، ولا يوجد رقم محدد يمكن أن تدفعه لقاء عمل إعلان بل يمكنك أنت كمعلن تحديد ميزانيتك، ويتم إنفاقها حسب جدولك الزمني أو حسب حد الإنفاق الذي قمت بتحديده.

فمثلا يمكن أن تقوم بإنشاء إعلان مدفوع على فيسبوك وتضع له ميزانية 10 دولارات في اليوم، وبعد إطلاق ذلك الإعلان فإنه سيقوم بإنفاق ذلك المبلغ الذي قمت أنت بتحديده له كل يوم، لكن نسبة وصول الإعلان ستختلف حسب الميزانية فمثلا إعلانك بميزانية 10 دولارات في اليوم قد يصل إلى 5 آلاف مستخدم بينما إعلاني أنا بميزانية 100 دولار في اليوم قد يصل ل 50 ألف مستخدم في اليوم.

هذه الأرقام مجرد أمثلة ولا يوجد رقم معين يمكن أن تدفعه لقاء إيصال الإعلان لعدد محدد بل يتم تحديد ذلك من طرف النظام الاعلاني بناء على مجموعة متنوعة من العوامل منها جودة إعلانك وحجم ميزانيتك وحالة المنافسة (ضمن النظام الإعلاني) في السوق المستهدفة…

 

على أي، إعلانات الشبكات الاجتماعية تعتبر مهمة خصوصا في البداية مباشرة بعد بناء تواجد المشروع على الشبكات الاجتماعية. ويمكن اعتمادها لتسريع الأمور بعض الشيء، بكسب المتابعين، وتحسين التفاعل في الصفحات التجارية. وبعدها يمكن اعتمادها (أي الاعلانات المدفوعة على الشبكات الاجتماعية) كمصدر للزيارات إلى الموقع الإلكتروني للعيادة من أجل إقناع العميل المحتمل وبيع الخدمة المقدمة.

 

كسب جمهور من المتابعين على الشبكات الاجتماعية أمر جيد، ويساعد بشكل كبير وفي بعض الأحيان بشكل لا يصدق على تسويق الخدمات المقدمة. لذلك يتوجب عليك كصاحب مشروع الاهتمام بعض الشيء بتحسين التواجد على الشبكات الاجتماعية، وإدارته والأهم في هذا الأمر بجانب الإعلانات المدفوعة هو التفاعل مع المتابعين، والنشر المستمر للمحتوى المفيد لكسب ثقة العملاء المحتملين. وهو الأمر الذي سيسهل عليك مهمة ترويج خدماتك، وهذا هو ما سأوضحه بالتفصيل قدر الإمكان في الممارسة التالية.

 

اعتماد التسويق بالمحتوى

التسويق بالمحتوى كلمة رائجة مؤخرا بين المختصين في مجال التسويق الرقمي، والتسويق بالمحتوى بالرغم من كونه موضوعا كبيرا إلا أنه يمكن شرحه بجملة واحدة وهي:

 

“تقديم الفائدة قبل البحث عن الاستفادة”

 

 

التسويق بالمحتوى ببساطة، هو إنتاج وتوفير نوع محدد أو أنواع متنوعة من المحتوى الرقمي (تعليمي أو ترفيهي أو هما معا) من طرف الشخص، الشركة أو العلامة التجارية للمتابعين، والجماهير المستهدفة (العملاء والعملاء المحتملين). لتحقيق أهداف تسويقية سواء على الأمد القريب أو البعيد.

 

توجد أنواع كثيرة، ومختلفة من الممارسات التي تندرج ضمن التسويق بالمحتوى. لكن ما يهمنا الآن هو التسويق بالمحتوى للعيادات والمراكز الطبية عن طريق الشبكات الاجتماعية.

 

يمكن ممارسة هذا النشاط باستثمار بعض الوقت والجهد والمال في إنتاج محتوى تثقيفي تعليمي ذو صلة بموضوع الصفحة. من أجل جذب المزيد من المتابعين، وتعريفهم باسمك التجاري عن طريق تزويدهم بمعلومات تنطوي، بالنسبة إليهم، على فائدة معينة. وهذه المعلومات على الأغلب ستكون مرتبطة بمجال تخصصك. فإذا كنت مثلا طبيب أسنان فإن موضوع محتواك سيدور في الغالب حول صحة الأسنان، وكيفية الحفاظ عليها، وبعض النصائح ضمن هذا المجال.

 

تجنب مشاركة المحتوى الذي لا تربطه أي صلة بموضوع صفحتك أو مجال تخصصك. لأن هذا خطأ فادح، وأرى العديد من الصفحات في المنطقة العربية ترتكب هذا الخطأ مرارا وتكرار! فتجد صفحة طبيب متخصص في جراحة القلب تنشر معلومات حول كيفية الحصول على فيزا إلى أمريكا! فقط لأن مدير الصفحة سمع بأن مثل تلك المنشورات تجلب التفاعل والمتابعين، وهذا أمر خاطئ جدا. لا تقم أبدا بارتكابه، ولا تقم بنشر موضوع بعيد كل البعد عن مجال تخصصك فقط لأنك تعتقد أنه سيجلب لك المتابعين. فهذا التصرف يفقدك أهم شيء كنت تعمل على بنائه عن طريق الممارسات التسويقية وهو المصداقية.

 

التسويق بالمحتوى أمر قد لا يناسب الكل لأنه يتطلب كما أشرت من قبل الوقت والجهد، وهذين أمرين في أغلب الأحيان غير متوفرين عند ممارسي مهنة الطب. لكن يتوجب عليك بطريقة أو بأخرى إنتاج، ونشر المحتوى على صفحاتك بالشبكات الاجتماعية لإبقائها نشطة. وليس فقط المحتوى الترويجي والتسويقي المحض بل، أيضا بعض المحتوى التعليمي والتثقيفي من حين لآخر مثل تقديم الإجابة عن بعض التساؤلات الشائعة بين متابعيك، وتوفير بعض المعلومات العامة. وهذا النوع من المحتوى يمكن لأي شخص مكلف بإدارة الصفحة أن يقوم بإنتاجه، ونشره بشرط أن يقوم طبيب مختص بالاطلاع عليه قبل نشره لتجنب نشر الأخطاء والمعلومات المغلوطة. فذلك قد يضرب بمصداقية عيادتك عرض الحائط.

 

الخطوة الثالثة: المتابعة والتحسين

بوصولك إلى المرحلة الثالثة، والأخيرة فأنت على علم الآن بأهم الأنشطة التسويقية التي يتوجب عليك ممارستها لتسويق عيادتك أو مركزك الطبي عن طريق الإنترنت. وفي هذه المرحلة، سأشير فقط إلى بعض الممارسات التي تندرج تحت مظلة المتابعة والتحسين وهذين أمرين في غاية الأهمية. فالكثير من ممارسي التسويق يغفلون عنه، الأمر الذي يؤدي بجهودهم التسويقية إلى الركود والجمود.

 

هذه أربع ممارسات أساسية مستخلصة يمكن لأصحاب العيادات، والمراكز الطبية اتباعها من أجل ضمان استمرارية أداء حملاتهم وجهودهم التسويقية. وكسب عائد على كل دولار أو درهم يتم إنفاقه على التسويق.

 

تجميع تقييمات وشهادات العملاء السابقين

 

الحرص على تحصيل آراء وشهادات العملاء (Testimonials/Reviews) أمر لا يجب أن تغفل عنه أبدا، فهي عنصر تسويقي قوي. أقوى من أي محتوى قد تقوم بإنتاجه. وفي مجال كمجال الطب تعتبر شهادات العملاء السابقين شيئا ضروريا إلى حد ما. ومن وجهة نظر شخصية يعتبر الاطلاع على شهادات العملاء السابقين مرحلة أساسية قبل اتخاد القرار بطلب خدمتك أو إغلاق الصفحة، والبحث عن عيادة أخرى.

 

أُطلب من المرضى والعملاء الذين قاموا بزيارة عيادتك والاستفادة من خدماتك أن يتركوا تقييمهم للخدمة المقدمة في صفحتك على فيسبوك أو في ملف GMB الخاص بعيادتك. وهناك سيكون بإمكان عامة الناس، خصوصا العملاء المحتملين، الاطلاع عليها لأخذ فكرة حول جودة خدماتك من وجهة نظر شخص أو أشخاص سبق لهم أن تعاملوا معك.

 

التفاعل المستمر مع المتابعين

سواء على ملف GMB الخاص بعيادتك أو في صفحاتها على الشبكات الاجتماعية. يعتبر التفاعل المستمر مع المتابعين والعملاء المحتملين أمرا ضروريا لزيادة الوعي باسمك التجاري، وكسب ثقة وإعجاب الجمهور المستهدف.

 

تجاهلك للتعليقات، والرسائل أمر يشعر الطرف الآخر بأنك غير مهتم. وبطريقة غريبة قد يشعره هذا التصرف بأنه سيتلقى نفس المعاملة (عدم الاهتمام) عند زيارته لعيادتك فلا تضيع الفرصة لبناء علاقة جيدة مع عميلك المحتمل حتى قبل أن يفكر في زيارة عيادتك. وتذكر دائما بأن عملائك، ومتابعيك هم أفضل المسوقين لخدمتك. والتفاعل الجيد معهم وتقديم الفائدة لهم هو الطريق إلى نيل رضاهم، وبالتالي كسبهم كعملاء وكمسوقين مستعدين دائما للتحدث مع أصدقائهم ومعارفهم عنك أو عن عيادتك وجودة الخدمة فيها.

 

اعتماد بوت ماسنجر للتجاوب الآني مع العملاء المحتملين

بوتات ماسنجر (Messenger Bots)، هي ردود آلية متطورة يمكن إعدادها على صفحات فيسبوك. والهدف منها هو تقديم الردود الآنية، والتواصل مع الأشخاص بشكل آلي دون تدخل مباشر منك أو من مدراء الصفحة.

 

 

 

فيسبوك أصبحت توفر إمكانية إعداد بعض الإجابات الآلية لبعض الأسئلة الشائعة بين متبعي صفحتك، وهذا قد يكون كافيا إلى حد ما لتحقيق بعض التميز بتوفير الردود السريعة والآنية في صفحتك لبعض الأسئلة خصوصا تلك التي قد تأتي من طرف العملاء المحتملين مثل:

  • التساؤل حول العنوان الجغرافي للعيادة
  • التساؤلات حول معلومات التواصل والاتصال مع العيادة
  • التساؤلات عن الأسعار
  • التساؤلات عن أوقات العمل والخدمة…

 

يمكن اعتماد منصات خارجية لإعداد بوت أكثر تطورا بصفحتك وتوجد إمكانات هائلة يمكن تحقيقها باعتماد هذه التكنولوجيا الجديدة لتحقيق التميز ولتوفير خدمة عملاء استثنائية.

 

السبب في إشارتي لهذا الإجراء العملي بالتحديد، دون الاشارة إلى باقي الإجراءات التسويقية المشابهة، هو أولا لكون أغلب الصفحات في المنطقة العربية لا تعتمده بالرغم من مدى أهميته، وهذه فرصة سانحة أمامك للتألق.

وثانيا لمدى أهميته خصوصا في مجال الخدمات الطبية. فالزبون على الأغلب هو المريض، والمريض لا يملك الوقت أو الصبر لانتظار ردك على رسالته التي يتساءل فيها عما إذا كنتم ستبدؤون العمل مباشرة في اليوم الثالث للعيد أو في اليوم الرابع بل، سيضطر إلى مراسلة أربع عيادات أو أكثر وانتظار من سيقوم بالرد أولا. لكن لو قمت بإعداد بوت على صفحتك برد آلي متطور يزود المتسائلين بكل المعلومات المطلوبة بشكل آني دون تدخل منك فهذا بالتأكيد سيجعل عيادتك  مميزة عن باقي العيادات.

 

التحسين المستمر للتواجد الرقمي

إجراء التحسينات على تواجدك الرقمي بأكمله، يجب أن يكون ممارسة روتينية دائمة. فالتواجد الرقمي بما فيه موقعك الإلكتروني، صفحاتك على الشبكات الاجتماعية وملف GMB الخاص بعيادتك بحاجة دائمة إلى العناية والتحسين والتطوير بشكل مستمر لضمان مواكبة التغيرات ،والتحديثات التي يشهدها المجال باستمرار. والإبقاء على جودة خدمة وأداء عاليين لتحقيق التميز.

 

احرص دائما على تحديث محتوى موقعك وإضافة محتوى جديد ولا تنسى تحديث أي برامج أو تطبيقات تستخدمها لإدارة موقعك لتجنب حدوث الأخطاء وتعطل الموقع.

 

بالنسبة للصفحات التجارية على الشبكات الاجتماعية، فهي أيضا تتطلب العناية الدائمة إلى جانب نشر المحتوى والتفاعل المستمرين. تأكد من حين لآخر من صحة بيانات صفحتك بما في ذلك معلومات الاتصال وأدوات إدارة الحجوزات عبر الشبكات الاجتماعية إذا كنت تعتمدها.

 

ملف GMB الخاص بعيادتك أيضا يحتاج إلى العناية والتحسين باستمرار. فتأكد بين الفينة والأخرى من إبقاء معلومات العيادة بالملف صحيحة، ودقيقة. وقم بالرد على التقييمات سواء الايجابية أو السلبية، ولا تنسى إضافة الصور من حين لآخر ويستحسن أن تكون صورا حقيقية من داخل عيادتك لإعطاء الزبائن فكرة عامة حول ما يجب توقعه.

 

عملية التسويق، سواء للعيادات والمراكز الطبية أو غيرها من المشاريع المحلية متشابهة إلى حد ما. بالرغم من وجود بعض الاختلافات من صناعة إلى أخرى، ومن مجال إلى آخر. هذا الاختلاف يتطلب حلولا مخصصة، إبداعية في بعض الأحيان، لتحقيق الأهداف التسويقية للمشروع، وتجنب استنزاف الميزانية في الممارسات التي لا تتناسب مع السوق المستهدفة.

 

فقط بتنفيذ الممارسات المذكورة في هذا الدليل، والتي يمكن اعتبارها كخلاصة تجربة طويلة في المجال، يمكن لأي مسوق أو صاحب مشروع تجاري في مجال الخدمات الصحية بناء هوية رقمية لمشروعه. تمكنه من الوصول إلى شريحته المستهدفة من العملاء المحتملين، وخدمتهم عن طريق الإنترنت. بغرض تحقيق الأهداف التسويقية، وأهداف المشروع الأساسية بجذب المزيد من الزبائن والحفاظ عليهم، وتحسين السمعة الرقمية للاسم التجاري.

 

تصفح باقي أجزاء السلسلة<< الجزء 1: كيفية التسويق للمطاعم – سلسلة التسويق المحلي
We take processes apart, rethink, rebuild, and deliver them back working smarter than ever before.