- الجزء 1: كيفية التسويق للمطاعم – سلسلة التسويق المحلي
- الجزء 2: كيفية التسويق للعيادات والمراكز الطبية – سلسلة التسويق المحلي
يمكن تصنيف التسويق للمطاعم، كنشاط من بين الأنشطة الأساسية والضرورية لأجل إنجاح أي مشروع في قطاع المطاعم. وبالرغم من أنه من البديهي أن يتم اعتبار التسويق نشاطا أساسيا لأي مشروع، إلا أن مشاريع قطاع المطاعم من بين أنواع المشاريع المحلية التي تستجوبه كضرورة بفعل ما تشهده من منافسة في الكثير من الأحيان يمكن وصفها بالشديدة.
أغلب المطاعم ومحلات الوجبات، إن لم نقل جميعهم، بالفعل يعتمدون التسويق. لكن الاختلاف يكمن في تفاصيل الممارسة، فاللافتة أمام المطعم أو مواد التغليف التي تحمل الشعار كلها ممارسات تندرج تحت مظلة التسويق لكن هل ذلك كافي؟ بغض النظر عن كونها نشاطات تتم ممارستها من قبل الكل. يمكن اعتبارها غير كافية إلى حد ما للوصول إلى واجتذاب، والإبقاء على شريحة جديدة من الزبائن.
فيما يلي، أستعرض عليكم 8 خطوات يمكن اتباعها لتطبيق 8 من أكثر الممارسات التسويقية فعالية، من مجال التسويق الرقمي، على مجال المطاعم.
أحصل على موقع إلكتروني تعريفي وعملي
امتلاك الموقع الإلكتروني هو أمر بديهي إلى حد ما، وأي شخص من مجال التسويق عامة أو التسويق الرقمي خاصة سينصحك ببناء موقع إلكتروني خاص بمطعمك. وقد يكون لديك موقع إلكتروني بالفعل لكنه حسب تجربتك لا يشكل أي تغيير وبالتأكيد لا يحقق أي تسويق.
الاختلاف في مثل هذه الأمور دائما ما يكمن في التفاصيل، فالموقع الإلكتروني يتوجب أن يتم بنائه مع أخذ بعض المعايير بعين الاعتبار. بحيث يتوجب تصميمه بطريقة تضمن تجربة مستخدم مثالية للزوار. وليكون أداة عملية وليس مجرد لوحة إعلانية رقمية.
فيما يلي أربعة أشياء مهمة يجب أن يتوفر عليها الموقع الإلكتروني المثالي لأي مطعم:
قائمة الوجبات
يوجد احتمال كبير بأن نسبة كبيرة من الأشخاص الذين سيقومون بزيارة الموقع الإلكتروني لمطعمك، هدفهم من تلك الزيارة هو الاطلاع على قائمة الوجبات التي تقدمها. وعلى هذا الأساس يجب أن يحتوي موقعك على قائمة الوجبات التي يتم تقديمها مرفقة بجميع التفاصيل التي قد يرغب الزبون المحتمل بمعرفتها كأسماء الوجبات مثلا وأثمنتها ومكوناتها…
كما يجب أيضا أن يتم تسهيل عملية إيجاد وتصفح القائمة، وتجنب أي تعقيدات قد تسبب في تجربة مستخدم رديئة، والتي قد تؤدي إلى مغادرة الزائر للموقع دون القيام بأي إجراء.
إمكانية الحجز
بالنسبة للمطاعم التي تعمل بنظام الحجز المسبق، فيجب أن يحتوي موقعها الإلكتروني على أداة حجز تسمح للزوار بحجز طاولاتهم في خطوات بسيطة من دون أي تعقيدات. ومع توفير خاصية كهذه، يتوجب على أصحاب المطاعم تطبيق ممارسات مرافقة لهذه الميزة كتأكيد الحجز عن طريق الاتصال بالزبون بعد إرساله لطلب الحجز عبر الموقع الإلكتروني.
العنوان ومعلومات التواصل
عند تصفح الزبون لموقع مطعمك واقتناعه بما هو متوفر فخطوته التالية، على الأغلب، ستكون هي التواصل مع المطعم لطرح أي استفسارات أو للقيام بالحجز. أو ربما سيبحث عن عنوان المطعم للذهاب إليه مباشرة.
وعلى هذا الأساس، يتوجب عليك التأكد من وجود كل المعلومات الأساسية للمطعم، بما في ذلك العنوان الجغرافي للمطعم ورقم هاتف خدمة العملاء، داخل الموقع الإلكتروني. والتأكد من سهولة إيجادها من طرف الزائر.
خريطة الموقع الجغرافي للمطعم
أغلب المواقع التابعة للمشاريع، والشركات المحلية تحتوي على خريطة منطقة تواجد المكان المحدد. ومطعمك من بين المشاريع التي من المفروض أن يحتوي موقعها على خريطة لمنطقة تواجد المطعم مع تحديد مكان تواجده بوضوح. لتمكين زائر الموقع من تحديد المكان بسهولة وزيارته.
عند توفر مطعمك على موقع إلكتروني، يجب عليك أخذ السيو (SEO) بعين الاعتبار كذلك. والعمل على ممارسته.
ولمن لا يعرفون ما يعنيه السيو فهو اختصار لكلمة (Search Engine Optimization) أو التحسين للظهور في محركات البحث مثل جوجل ، ياهو وبينج…
هذا النشاط بدوره ينقسم إلى نوعين. السيو العادي للمواقع، وهو التحسين للظهور في نتائج البحث بشكل عام، ويتم اعتماده من طرف مواقع الإنترنت بشكل عام. والسيو المحلي، وهو ما يهمك أكثر كصاحب مطعم. وهو التحسين للظهور في نتائج البحث ذات القصد المحلي. باختصار أن يظهر موقعك في نتائج البحث الأولى لأي شخص يبحث عن مطعم على جوجل أثناء تواجده في المنطقة أو المدينة التي يتواجد بها مطعمك.
تواجد على الشبكات الاجتماعية
الجميع متواجد على الشبكات الاجتماعية اليوم، بمن فيهم زبائنك وزبائنك المحتملين. عدم تواجد مطعمك هناك يعني أن الفرصة متاحة أمام مطعم منافس لك متواجد هناك لكي يسرق زبائنك وزبائنك المحتملين.
من الجيد جدا استثمار بعض الوقت، والمال لتسويق موقعك على شبكات التواصل الاجتماعي وبناء تواجد أساسي يُعرٍف بمطعمك، وبما تقدمه. ويسمح لأشخاص جدد باستكشاف، ومتابعة صفحات مطعمك. وباعتماد استراتيجية تسويق ملائمة يمكنك تحقيق الاستفادة القصوى من قوة التسويق الاجتماعي.
حسن باستمرار ملف مشروعي التجاري على جوجل لمطعمك (GMB)
ملف مشروعي التجاري على جوجل (Google My Business)، هو ملف يمكنك إنشائه لمطعم أو أي مشروع محلي آخر على جوجل. ويسمح بإظهار تفاصيل متعلقة بذلك المشروع من خلال نتائج البحث المحلية أو على خرائط جوجل.

يعتبر امتلاك، وتحسين ملف خاص بمطعمك على جوجل أمرا أساسيا للغاية، ونشاطا مهما ضمن نشاطات التسويق المحلي التي يمكنك ممارستها. ويسمح لمستخدمي محرك البحث جوجل وخرائط جوجل (Google Maps) باستكشاف مطعمك والتعرف على تفاصيل ما تقدمه كما يوفر لهم معلومات التواصل والحجز كرقم الهاتف، وعنوان الموقع الإلكتروني، والموقع الجغرافي للمطعم.
وفر إمكانية الحجز أونلاين
أعلم أنني أشرت إلى أهمية توفير إمكانية الحجز أونلاين، عبر الموقع الإلكتروني للمطعم. لكن هذه الخاصية تستحق الذكر مجددا بالنظر إلى مدى أهميتها، وحجم الفرق الذي تحدثه.
من المهم جدا تسهيل عملية الحجز أو الطلب فأغلب المطاعم، وتطبيقات توصيل الوجبات صارت توفر هذه الخاصية، وتسهل على الزبون عملية الطلب أو الحجز من دون عناء. ولكي تتمكن من المنافسة في جو كهذا يتوجب عليك مواكبة الركب بتوفير إمكانية الحجز أو الطلب عن طريق الإنترنت، ليس فقط على موقعك الإلكتروني بل أيضا على ملف مشروعي التجاري على جوجل الخاص بمطعمك، وصفحات شبكات التواصل الاجتماعي التابعة له.
إمكانية الحجز أو الطلب عن طريق الإنترنت بالنسبة للمطاعم هي وسيلة تسويقية أكثر مما هي ميزة عملية، فزبون اليوم بفضل قوة التسويق الرقمي أصبح أكثر عرضة لحملات منافسيك التسويقية، وإمكانية خسارته لصالحهم بسبب عدم امتلاكك لميزة تسهل عليه شراء منتجك وخدمتك أصبحت كبيرة.
تجدر الإشارة إلى وجود حلول رقمية متعددة، ومتنوعة يمكن اعتمادها من أجل توفير إمكانية الحجز أو الطلب عن طريق الإنترنت للمطاعم على مختلف جوانب التواجد الرقمي.
ركز على تجميع تقييمات وآراء الزبائن
نسبة كبيرة جدا من المتسوقين عن طريق الإنترنت في الآونة الأخيرة، قاموا بتبني عادة مشتركة تعتبر بالنسبة لهم الطريقة المثالية لمعرفة حقيقة أي مشروع تجاري أو شركة قبل الانخراط في علاقة معهم. وهذه العادة هي تصفح تقييمات، وآراء العملاء السابقين.

بفضل إمكانية ترك تقييم أو شهادة على مستوى الخدمة أو جودة المنتج، وإمكانية اطلاع العموم عليه. صارت شبكة الإنترنت بيئة آمنة إلى حد ما للمستهلك. فقبل شراء منتج ما عن طريق الإنترنت من المحتمل أن تقوم بالاطلاع على تقييمات العملاء السابقين لمعرفة مدى تطابق نص الوصف، والصور مع المنتج الحقيقي. ونفس الشيء ينطبق على مجال المطاعم.
خلال اشتغالي في مجال التسويق الرقمي عملت مع عدة عملاء في مجال المطاعم، والتجارة الإلكترونية بشكل عام، وخلال رحلتي هذه اكتشفت أمرا مهما، وهو أن أصحاب المطاعم والمشاريع التجارية بشكل عام يكرهون تقييمات وآراء العملاء، وهذا الكره على الأغلب سببه نسبة قليلة جدا من التقييمات السلبية التي تصف منتجاتهم أو خدماتهم بأسوأ الصفات. أغلب هؤلاء العملاء طلبوا مني إزالة أو إلغاء إمكانية ترك الزبائن للتقييمات، سواء على ملف “مشروعي التجاري على جوجل” الخاص بهم أو على صفحاتهم على فيسبوك.
ما يجب التركيز عليه على العموم بخصوص موضوع تقييمات وآراء العملاء، ليس هو حذف التقييمات السلبية أو تعديلها أو إخفاء إمكانية ترك الزبون للتقييم لأن هذا أولا غير ممكن إلى حد ما، وثانيا هو أمر ليس في صالحك.فتقييمات العملاء مادة تسويقية مهمة جدا في مجال كهذا، وغيابها قد يولد تساؤلات واستغرابات.
ما يجب أن تقوم به هو العمل على تجميع أكبر عدد من التقييمات ولاآراء، وبالطبع خلال هذه عملية التجميع هذه وأثناء تقديم الخدمة للعميل يتوجب عليك الحرص على كسب تقييمات أصلية وإيجابية.
لا مشكلة إذا كانت صفحتك تحتوي على بعض التقييمات السلبية طالما أن النسبة الكبيرة من الآراء إيجابية. وتذكر بأن الزبون المحتمل بعد هبوطه على موقعك الإلكتروني أو على إحدى صفحاتك على الشبكات الاجتماعية أو على ملف مطعمك على جوجل، فإنه سيزور صفحة التقييمات بالتأكيد، ولا تريد أن يجدها فارغة أو مليئة بالتقييمات السلبية، لأن ذلك سيغير رأيه حتما. ويجب عليك التأكد من احتوائها على تقييمات وآراء إيجابية متعددة. وتوجد طرق، واستراتيجيات متنوعة يمكن اعتمادها لتحقيق هذا الأمر.
إبدأ في اعتماد الحملات الاعلانية المدفوعة
بعد التأكد من امتلاك مطعمك لتواجد رقمي أساسي، وتحقيق كل الشروط الضرورية. يتوجب عليك البدء في اعتماد الحملات الترويجية المدفوعة بأنواعها المختلفة، للوصول إلى شرائح جديدة من العملاء المحتملين. وترويج مطعمك بتقديمه إلى أشخاص ربما لم يعرفوا عن وجوده شيئا.
الحملات الترويجية المدفوعة لمن لا يعرفونها، هي نوع من الحملات التسويقية التي تتم على منصات مختلفة على شبكة الإنترنت (جوجل، فيسبوك، إنستغرام…). ويتم الدفع مقابلها للشركات المالكة للمنصة التي تم عمل الحملة عليها، والهدف منها هو إيصال مشروعك التجاري أو مطعمك في هذه الحالة إلى مجموعة من مستخدمي تلك المنصات.
كمثال، يمكنك عمل حملة ترويجية مدفوعة على جوجل، وإعدادها بالشكل الصحيح سيسمح لموقع مطعمك أو ملفه على جوجل بالظهور في نتائج البحث الأولى لأي شخص يبحث عن مطعم في منطقة جغرافية محددة والتي هي منطقة تواجد مطعمك.
على سبيل المثال، لنقل بأن شخصا ما متواجدا في مدينة طنجة لديه عشاء عمل مع شركائه في مدينة الدار البيضاء بعد يومين. ويجب أن يقوم بحجز طاولة في أحد المطاعم الراقية بمدينة الدار البيضاء، والتي لا يعرف عن مطاعمها شيئا. السيناريو الشائع، والمحتمل هو أن هذا الشخص سيقوم بإجراء بحث على جوجل حول أفضل المطاعم بمدينة الدار البيضاء. ولنقل إنك صاحب مطعم راقي في نفس المدينة ولدى مطعمك تواجد رقمي أساسي لكن منطقتك تتواجد فيها منافسة شرسة، وأغلب المطاعم هناك تسيطر على نتائج البحث الطبيعية بفضل استثماراتهم الكبيرة في خدمات التحسين للظهور في نتائج البحث الطبيعية. خلاصة الأمر، احتمال ظهورك في نتائج البحث لهذا الشخص ضعيفة أو منعدمة فما هو الحل؟ هنا يأتي دور الحملات الترويجية المدفوعة، بحيث أنك ستدفع مقابلا ماديا لشركة جوجل من أجل أن تقوم بإظهار موقعك ضمن نتائج البحث الأولى لهذا الشخص وإرساله إلى موقعك الإلكتروني لكسبه كعميل في نهاية المطاف.
بالطبع، طريقة عمل هذا الأمر معقدة أكثر من هذا. لكنني أعتمد التبسيط لتوضيح الفكرة العامة وراء الحملات الترويجية المدفوعة.
نفس الشيء ينطبق على باقي المنصات الإعلانية المختلفة. وتحديد ميزانية مخصصة للتسويق عن طريق الحملات الترويجية المدفوعة أمر لابد منه، على الأقل في بداية مشوارك للتسويق الرقمي. و بالممارسة الصحيحة، والصحية، ستتمكن من إدارة عملية تسويق ناجحة تحقق النتائج الإيجابية بجلب المزيد من الأشخاص إلى مطعمك، وتغطية تكاليف التسويق مع ضمان عائد على الاستثمار في الإعلانات.
إستثمر في المحتوى البصري
المحتوى هو أساس كل أنواع التسويق والإعلانات، والاختلاف من ناحية المحتوى يكمن في الشكل والنوع، وفي بعض الأحيان في طريقة الاستخدام. فمثلا نجد بعض الشركات تعتمد على المحتوى المكتوب، وأخرى على المحتوى المصور أو البصري بشكل عام كالصور والفيديو، وأخرى تعتمد على المحتوى المسموع…والأغلبية تعتمد البعض من الكل.

بخصوص التسويق للمطاعم، يعتبر المحتوى البصري أكثر، وأهم أنواع المحتوى الذي يمكن اعتماده لجذب انتباه الفئات المستهدفة. وعندما أقول المحتوى البصري للمطاعم فأنا أقصد على سبيل المثال لا الحصر:
- صور حقيقية للوجبات
- فيديوهات من داخل المطعم
- فيديوهات وصور أنشطة من داخل المطعم (طاه يعمل على إعداد وجبة، زبائن يستمتعون بوقتهم داخل المطعم…)
- تصاميم إبداعية وذات صلة (تصاميم الشبكات الاجتماعية، تصميم قائمة الوجبات…)
بعض المطاعم تعمد إلى استخدام صور الإنترنت في موقعها، وفي حساباتها على الشبكات الاجتماعية. وهذا أمر يجب تجنبه قدر الامكان، واعتماد صور حقيقية، واحترافية من المطعم وللوجبات المقدمة. فصور الإنترنت أكل عليها الدهر وشرب، ولم يعد تأثيرها بالقدر الذي يرجى منها، وعلى العكس تمام أصبحت الصور الحقيقية حتى لو لم تكن احترافية أكثر تأثيرا من صور الإنترنت المثالية.
وعلى هذا الأساس يتوجب على أصحاب المطاعم الاستثمار في جلسة تصوير، لالتقاط بعض الصور للمطعم وللوجبات المقدمة فيه. من أجل استخدامها في الموقع، وصفحات شبكات التواصل الاجتماعي. وأيضا في ملف المطعم على جوجل. ودور هذه الصور مهم بقدر أي ممارسة تسويقية أخرى يمكن التفكير فيها لأن الصور، والمواد البصرية بشكل عام هي محور عمليات التسويق الرقمي للمطاعم.
جرب التسويق عن طريق المؤثرين
التسويق عن طريق المؤثرين (Influencer Marketing)، أمر مناسب للمطاعم وفكرة جيدة إذا تمت بالشكل الصحيح. فعوائد هذا النشاط التسويقي قد تفوق التوقعات. فقد شاهدت مطاعم صغيرة تشهد ازدحاما كبيرا بينما المطاعم الكبيرة بجانبها تمر بيوم عادي، وتكاد تخلو من الزبائن. والسبب في ذلك ليس عرضا مغريا أو وجبة فريدة من نوعها وفرها المطعم الصغير، بل صورة أو فيديو قام أحد نجوم إنستغرام بنشره، حول المطعم، وهو يستمتع بالأكلة الشهية فيه. وهذا هو ما يسمى بالتسويق عن طريق المؤثرين.

التسويق عن طريق المؤثرين أسلوب معتمد منذ القدم، لكن بطرق تقليدية تشمل توقيع اتفاقات، وصرف ميزانيات كبيرة لا تقدر عليها سوى الشركات الكبرى من أجل إنتاج مقطع إعلاني أو صورة تسويقية تُظهر أحد المشاهير جنبا إلى جنب مع شعار الشركة أو المطعم.
اليوم مع النمو الرقمي، وثورة الشبكات الاجتماعية أصبح بإمكان أصحاب المشاريع التجارية الصغيرة المتوسطة، بما في ذلك أصحاب المطاعم، ممارسة الأنشطة التسويقية التي تشمل مصادقات المشاهير والشخصيات المؤثرة، ولو على نطاق محدد، للمنتجات والخدمات المقدمة بتكاليف بسيطة وعائد إيجابي. وذلك بعقد شراكات مع مشاهير الشبكات الاجتماعية لتحقيق الأهداف التسويقية ونشر الوعي بالاسم التجاري.
ملاحظات أخيرة:
باستكمال قراءة الخطوات التي أشرت إليها في هذا المقال، ستتكون لديك معرفة شاملة، وفكرة عامة حول ما يتطلبه تسويق المطاعم. وتطبيق هذه الطرق سيمكنك من تطوير مشروعك، وكسب زبائن جدد، والبدء في تحقيق التوسع. لكن ما يجب أن تعيه هو أن تطبيق كل هذه الأنشطة يتطلب معرفة متينة بمجال التسويق، وتطبيق هذه الاستراتيجيات قد يكون معقدا أكثر مما يبدوا عليه.
إذا كنت صاحب مطعم، وتود بالفعل تسويق مشروعك فإنني أنصحك بما يلي:
أولا، جودة الخدمات المقدمة للزبائن وجودة الوجبات أمر يتطلب العناية دائما حتى مع وجود التسويق. فلا يوجد تسويق يمكنه أن يعالج خدمة رديئة أو منتجا سيئا، بل دور التسويق الرئيسي هو تعريف الناس بما تقدمه، والعمل على إقناعهم بتجربة مطعمك ليقنعهم واقعك في نهاية المطاف بأنك بالفعل تستحق ما سيقومون بإنفاقه عندك من المال أو عكس ذلك.
ثانيا، ممارسة التسويق بشكل فعال أمر يتطلب تدخل المختصين في مجال التسويق أما الممارسات الشخصية فلن تحقق لك المتوقع على الأغلب، خصوصا إذا كنت بعيدا عن المجال. بالرغم من هذا فإن لمستك ستكون ضرورية حتى لو كنت تستعين بمختص تسويق خارجي. فلابد من إشراك شخص داخلي ليقوم بتقديم الاقتراحات التي يراها مناسبة ومراجعة اقتراحات الشخص أو الشركة المكلفة بالتسويق، وتقييمها بناء على تجربته، وتعامله مع زبائن المطعم. ولكي يقوم بمهام أخرى تتطلب تدخله مثل نشر تحديثات الشبكات الاجتماعية والتقاط الصور اليومية وقصص إنستغرام ونشرها باستمرار قدر الامكان.
غير ذلك، فإن باقي الأنشطة التي تتسم ببعض التعقيد بالفعل تتطلب تدخل مختص في التسويق الرقمي، وطالما أنك لست متخصصا في التسويق فيتوجب عليك توظيف مسوق مختص أو شركة تسويق متخصصة لتقوم بإدارة عملياتك التسويقية لتبقى في مقدمة منافسيك.
ثالثا، اعتماد التسويق الرقمي أمر يزداد أهمية يوما بعد يوم. وبالتأكيد ستلاحظ مع مرور الوقت ظهور منافسين جدد يهددون تواجدك، وسلاحهم الوحيد في معركة المنافسة تلك هو التسويق الرقمي. لذلك سيكون من الحكمة، خصوصا إذا كنت من غير المعتمدين للتسويق الرقمي، أن تبدأ في بناء التواجد الرقمي لمطعمك، وتوظيف الأدوات المتاحة لتقديم خدمة استثنائية عن بعد لعملائك وعملائك المحتملين، ولكي تعد عدتك للمنافسة المستقبلية.