بين الرغبة في مواكبة التطورات والحاجة الملحة إلى الترويج، يتبنى أصحاب المشاريع التجارية حول العالم أساليب التسويق الالكتروني المتنوعة من أجل تحقيق أهداف مختلفة. وبين التسويق بالدفع مقابل النقرة إلى السيو والشبكات الاجتماعية وصولا إلى التسويق بالمحتوى، أصبحت ممارسات التسويق الإلكتروني جزء لا يتجزأ من عالم الأعمال.
في العالم العربي عكس العالم الغربي، نرى بأن الناس عموما وأصحاب المشاريع التجارية بالخصوص لا يزالون في المراحل الأولى لتبني التسويق الرقمي. وبينما أصبح التسويق الرقمي يحتل المرتبة الأهم في كبريات الشركات في أمريكا وأوروبا، لا زلنا نرى شركات ومشاريع في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تنفق ميزانيات ضخمة على الاعلانات وحدها في القنوات التلفازية، الراديو واللافتات على الشوارع.
لا يمكن نكران مدى فعالية التسوق التقليدي، بالرغم من أن ما تعتمده أغلب الشركات ليس بالتسويق بل فقط الإعلانات والإعلانات ليست سوى جزء من الأجزاء المكونة للتسويق. وبالنسبة للإعلانات في التسويق التقليدي فإن لها دور كبير وفعالية لا مثيل لها إلا أن مشكلها الشائع هو عدم قدرة أصحاب المشاريع الصغيرة على تحمل تكاليفها، بالإضافة إلى مشاكل أخرى كانعدام إمكانية قياس النتائج والمردود كما هو الحال بالنسبة إلى التسويق الحديث.
وعلى هذا الأساس صار أصحاب المشاريع الصغيرة أكثر ميلا إلى استكشاف وتبني عناصر التسويق الحديث المختلفة والتي تتميز بمرونة التكاليف، تعدد الخيارات، والأداء الفعال.
لكن بالرغم من كل هذا فإن الكثير من أصحاب المشاريع في العالم العربي كما أشرت من قبل لا يزالون في مراحلهم الأولى لاعتماد التسويق الرقمي بل إن الأغلبية لم تعتمده بعد والسبب في ذلك على الأغلب يرجع إلى عدم المعرفة بكيفية تسيير الأمور في هذا المجال.
التسويق الالكتروني في متناول الجميع

سواء كنت فردا أو شركة، مشروعا كبيرا، متوسطا، صغيرا، أو متناهي الصغر تأكد بأنه يمكنك بطريقة ما اعتماد التسوق الرقمي لترويج منتجاتك أو خدماتك والدخول إلى أسواق جديدة لن تصل إليها أبدا باتباعك لأساليب التسويق التقليدي فقط.
الأمر الأكثر تميزا حول التسويق الإلكتروني والذي قد لا يعرف الكثيرون، هو أنه في متناول الجميع، في متناول جميع الفئات والأشخاص، في متناول جميع الميزانيات صغيرة كانت أو كبيرة وفي متناول المشاريع من كل المجالات والأحجام.
في السابق، لكي تتمكن من ترويج منتجك عبر إحدى القنوات التقليدية كالتلفاز مثلا فإنك تحتاج إلى توفير ميزانية كبيرة تمكن وكالة الاعلانات التي تتعامل معها من إنتاج شريط الاعلان وحجز المساحة في القنات أو القنوات المستهدفة وتوقيع اتفاقات وعقود تفرض عليك أمورا قد لا تتحملها.
وكل هذا لتتمكن من عرض شريط لمدة عشر ثواني يعرض منتجك ليقوم المشاهد بتغيير القناة إلى قناة أخرى في انتظار انتهاء فترة عرض الإعلانات. وبهذا تكون قد أنفقت الكثير من المال من أجل ازعاج شخص بمقاطعته أثناء مشاهدته لمسلسله المفضل وأكثر من ذلك أنت تنتظر من هذا الشخص أن يخرج لشراء منتجك! مضحك صحيح؟ لكن لكي لا نبالغ فبالرغم من قيامك بهذا وإزعاج الناس بإعلاناتك فإن الإعلانات التقليدية فعالة جدا ولو لم تكن فعالة لما استمرت العديد من الشركات في اعتمادها إلى يومنا هذا.
المشكل الوحيد على ما أعتقد مع هذه الإعلانات هو تكاليفها التي لا يمكن أن يتحملها أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
هنا يأتي دور التسويق الإلكتروني، فأكثر ما يميز هذا المجال هو مرونة التكاليف إن صح التعبير، فأنت كصاحب مشروع يمكنك تحديد الميزانية التسويقية التي تناسبك واختيار قنوات الترويج التي تناسبك وقياس نتائج حملاتك بدقة، وبالدقة هنا أقصد الدقة المتناهية.
فعلى سبيل المثال يمكن لأصحاب مشاريع التجارة الإلكترونية أن يقوموا بترويج منتجاتهم عبر قنوات تسويقية رقمية معينة مع امكانية تتبع نتائج تلك الحملات بما في ذلك عدد المبيعات التي تم تحقيقها من كل حملة ومتوسط تكلفة تحقيق كل مبيعة ومصدرها… إلى غير ذلك من التفاصيل.
التسويق الالكتروني يمنحك فرصة للنمو والتوسع

خلال السنوات الأخيرة ساعد التسويق الإلكتروني الكثير من أصحاب المشاريع على تطوير وتنمية مشاريعهم بالانفتاح على أسواق جديدة وجذب عملاء مهتمين بتكاليف مناسبة تسمح بتحقيق عائد على الاستثمار.
ومع إمكانية التدريج المتوفرة، بحيث مع زيادة الأرباح يزداد الاستثمار في التسويق لتزداد المبيعات وكل زيادة من جانب الاستثمار تؤدي إلى زيادة من جانب الأرباح. الأمر الذي منح فرصة كبيرة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة للنمو ومواجهة كبار المنافسين في المجال دون الحاجة إلى بلوغ حجمهم أولا.
خلال تجاربنا المتعددة في وكالة تسيير، تمكنا من مساعدة أغلب عملائنا على تحقيق نسب نمو وصلت إلى أكثر من 80% بحيث أننا تعاملنا مع أصحاب مشاريع لم يعتمدوا التسويق الرقمي من قبل وبعضهم يعتمده بالفعل لكن ليس بالطرق الصحيحة ونتيجة خدماتنا كانت هي تحقيق النمو والدخول إلى ميدان المنافسة بقوة.
وكمثال فقد تمكنا في إحدى المرات من مساعدة عميل لنا على تنمية مشروعه حيث أنه في البداية كان مشروعا صغيرا يقوم بإدارته لوحده وبعد مدة ثلاث أشهر فقط من الحملات التسويقية الناجحة لاحظ الفرصة السانحة وتمكن من الانتقال إلى مقر عمل جديد وتوظيف أشخاص آخرين لمساعدته على إدارة المشروع والسير به عبر طريق النجاح.
كل مشروع يستوجب التسويق

التسويق سواء الرقمي أو التقليدي أمر لابد منه وعنصر أساسي ومهم لتسيير وإنجاح أي مشروع كيفما كان. حتى وإن كنت تعتقد بأن مشروعك يسير حاليا بدون تسويق فأنت مخطئ، لأنه هنالك أنواع من التسويق التي قد لا تتطلب أي تدخل من طرفك مثل التسويق الشفهي، وربما هذه الأنواع الخفية هي التي تساعد مشروعك في الوقت الحالي على الاستمرار بطريقة معتدلة على الأغلب.
واستمرار مشروعك بطريقة معتدلة يعني أنك على بعد خطوة واحدة إلى الخلف للفشل، بمعنى أن أي أزمة تأتي مستقبلا قد تؤثر على مشروعك وعلى تواجده بالكامل.
وعلى هذا الأساس يتوجب عليك كصاحب مشروع تجاري أن تبقى متيقظا وأن تسعى بشكل دائم إلى تنويع مصادر عملائك والظهور أمام عملاء محتملين آخرين في أسواق أخرى لتبقي مشروعك آمنا إلى حد ما والطريقة الوحيدة للقيام بذلك هي باعتماد التسويق، أي تسويق يناسبك سواء التقليدي أو الحديث أو هما معا. وكمشروع صغير أو متوسط فإنك بالتأكيد لا تريد إفلات الفرصة المتاحة حاليا في مجال التسويق الرقمي.
السعي إلى اعتماد التسويق الإلكتروني أسهل مما قد يبدو عليه وبالرغم من أنه توجد فيه بعض التعقيدات إلا أن العائد المتوقع يستحق تخصيص الوقت والجهد والمال من أجل بناء تواجد رقمي وامتلاك نظام تسويقي يسمح لك بالوصول إلى وجذب عملاء جدد ونشر الوعي بعملاتك أو اسمك التجاري في مجالك.