يعتبر التسويق الإلكتروني في عصرنا الحالي الوسيلة الأمثل لبناء وتطوير المشاريع، وقليلا جدا ما نجد مشروعا تجاريا لم يبدء بعد في اعتماد التسويق الإلكتروني كعنصر مهم ضمن العناصر الأساسية للمحافظة على نجاحه واستمراريته في ظل المنافسة التي تزداد شراسة يوما بعد يوم.
يتميز التسويق الإلكتروني بمجموعة من الصفات كالحداثة والفعالية والقابلية للممارسة مما يجعله فرصة مثالية خصوصا لأصحاب المشاريع الصغرى والمتوسطة من أجل التطور لكن العائق الوحيد الذي يمنع الكثير من الأشخاص حتى الآن من اعتماده هو قلة المعرفة به وبكيفية البدء في الاستفادة منه.
إليكم ثلاث خطوات بسيطة يمكن اتباعها وتنفيذها من أجل البدء في اعتماد التسويق الإلكتروني لتطوير أي مشروع تجاري كيفما كان نوعه أو مجاله:
تواجد على شبكة الإنترنت:

لا يمكن التحدث عن التسويق الإلكتروني بدون التواجد على شبكة الإنترنت، ولا أقصد بالتواجد على شبكة الإنترنت تصفحها بل امتلاك مساحة خاصة بمشروعك التجاري فيها. والمساحة الخاصة تلك يمكن أن تتمثل في موقع أو متجر إلكتروني وصفحات على بعض شبكات التواصل الاجتماعي.
امتلاك موقع أو متجر إلكتروني اليوم لم يعد بالصعوبة التي كان عليها بالأمس حيث كانت تكاليف امتلاك موقع أو متجر إلكتروني بسيط، يحتمل ألا تتمكن استخدامه أبدا، مرتفعة بشكل لا يصدق في بعض الأحيان. أما اليوم ومع كل التطورات المستمرة صار امتلاك موقع أو متجر إلكتروني بمزايا عديدة تسهل عليك ممارسة نشاطك التجاري على شبكة الإنترنت أمرا سهلا وتكاليفه قليلة وقابلة للتغطية حتى لو كان مشروعك التجاري مشروعا متناهي الصغر.
وبخصوص التواجد على الشبكات الاجتماعية فهو أمر مهم جدا ولا يكن الاستغناء عنه والأهم من ذلك أن منافعه كثيرة ولا يكلف شيئا. فمن الآن يمكنك مباشرة عملية فتح صفحات تجارية خاصة بمشروعك التجاري على مختلف الشبكات الاجتماعية والبدء في النشر من خلالها والتواصل مع الملايين من العملاء المحتملين الذين يقضون معظم أوقاتهم فيها.
امتلك خطة عمل:

كأي نشاط آخر يعتبر التسويق الإلكتروني عملية تتطلب الدراسة والتخطيط قبل التنفيذ وقد لا يكون هذا خبرا مفرحا للكثيرين إلا أنه حقيقة مرة لابد من معرفتها لتجنب الوقوع في الفخ. فالكثير من الأشخاص اعتقدوا أن ممارسة التسويق الإلكتروني شيء يمكن لأي شخص القيام به بعشوائية لأنه يبدوا سهلا إلا أنهم في الأخير اكتشفوا بأنهم ارتكبوا أخطاء عديدة كلفتهم الكثير.
يؤمن الكثير من أصحاب الأعمال التجارية بأنهم قادرون على اعتماد التسويق الإلكتروني لتطوير مشاريعهم والمنافسة بقوة لكن في حقيقة الأمر هم لا يعرفون أكثر من كيفية إنشاء إعلان مدفوع على منصة فيسبوك! الأمر الذي جعلته شركة فيسبوك عن قصد سهلا على قدر المستطاع لتمكين أغلب الناس من استخدامه. بينما اعتماد التسويق الإلكتروني بشكل عام أمر يتطلب امتلاك استراتيجيات متعددة ومهارات خاصة تغطي نطاقات البحث والتخطيط ثم التنفيذ والقياس والتحسين.
واكب التطور وانفتح على التغيير:

إذا سألت أي خبير في التسويق عن التحدي الكبير الذي يواجه الأشخاص في مجال التسويق الإلكتروني فإنه سيذكر تحدي التطور السريع والمستمر. وهذا أمر حقيقي ففي هذا المجال تتغير الأمور وتتطور بسرعة كبيرة جدا أسرع من أي مجال باعتقادي. فإن كنت تشتغل بمجال التسويق الإلكتروني وابتعدت عنه لأي سبب من الأسباب لمدة سنة فإنك ستكون عديم الفائدة عند عودتك وسيتطلب تحديثك وقتا طويلا.
وعلى هذا الأساس فإنه يتوجب عليك كصاحب عمل تجاري يدير عمليات التسويق الإلكتروني لمشروعه أن تبقى دائم التحديث ومطلعا على كل جديد في هذا المجال لضمان الممارسة الصحيحة والفعالة المؤدية إلى تحقيق النتائج الجيدة والسير بالمشروع نحو الأمام.
أما الانفتاح على التغيير فهو صفة لابد وأن تمتلكها ويجب عليك أن تكون مستعدا دائما لتجربة أشياء جديدة والمضي قدما معها إن كانت مناسبة أو البحث عن بديل مناسب إن لم تكن كذلك والتشبت بالأشياء والأمور القديمة تصرف سيعيق مواكبتك للتطور مما سيؤدي إلى التخلف عن الركب.
التسويق الإلكتروني نشاط لن يساعد فقط على تطوير مشروعك بل إنه فرصة سانحة أمامك واغتنامها قد يؤدي بك إلى تحقيق نجاح كبير وهذا الأمر ليس بفرضية بل حقيقة تم إثباتها أكثر من مرة. وهذه الخطوات الثلاثة ما هي إلا خطوات أساسية ستؤدي بك إلى اكتشاف مجموعة من الخطوات الفرعية لاعتماد التسويق الإلكتروني.